نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 135
وتلك واحدة أخرى من تناقضات ( علماء الأمة ) في عقائدهم مع مسلمات قرآنية ! إن هذا الكتاب والكتاب السابق حول ( النظام القرآني ) يكشف لك بصورة لا لبس فيها أن ( الدين السائد ) عند علماء الأمة لا يمت بصلة تذكر إلى الدين الذي جاء به ( محمد ) ( ص ) اللهم بوجود تشابه ما في بعض مظاهر المناسك والعبادات وصورها وأسماءها . وتلك لعمري نبوءة سابقة أخبر بها النبي نفسه ( ص ) حيث قال عن خصائص آخر الزمان " لا يبقى من الدين إلا أسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه " وهذا النص قد ورد بجوار النصوص التي تذكر ( زخرفة المصاحف ) و ( تزين المساجد ) وتلك إشارات أود ألا تفوتك لتنتبه إلى أن المقصود بآخر الزمان واضمحلال الدين إلا أسمه والقرآن إلا رسمه - ليس زماناً نسي فيه الدين نسياناً تاماً ويهجر فيه القرآن هجراناً مؤكداً - بل المقصود عكس ذلك تماماً : فهناك تعظيم لشأن القرآن بتهذيبه وزخرفته وتعظيم المساجد برفع بنائها وتحليتها وزخرفتها ومن الطبيعي أن يرافقه التأليف والتدوين والبحوث المتنوعة عن الدين لأنها أيسر عملاً وأقل كلفة ! وكما أكدته نصوص أخرى تأتي في موضعها بإذن الله . فانتبه جيداً فإن النبي ( ص ) يرمي بقوله هذا إلى أبعد من ذلك وإلى أمر آخر وراء ذلك ! إنه يرمي إلا أن هذا الكم الهائل من الحديث حول الدين وهذا البناء الشامخ للمساجد وهذه التحلية للمصاحف إذ توحي بصحوة دينية أو رجعة عقائدية أو باهتمام بالغ بالدين - فإنه في حقيقته لا يمت بصلة إلى دين محمد ( ص ) بشيء سوى الاسم ولا يمت للقرآن بصلة سوى الرسم لأنه دين قائم على عقائد محرفة وأفكار مغيرة ونصوص مبدلة وتأويلات مفتعلة تقادمت وتراكمت عبر عصور طويلة حتى باتت ديناً آخر . . فالفقيه فيها
135
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 135