نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 131
فانظر كيف أحكمت هذه المؤامرة واستمرت قروناً طويلة يحركها المحرفون من علماء الملل الثلاثة ! . ألا تراه يقول : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ) ( المائدة : من الآية 43 ) ألا تراه يصف الإنجيل بأنه مصدق لما بين يديه من التوراة ويصفَه بأنه هدى ونور ويؤكد على التصديق مرتين والهدى مرتين في آية واحدة ( 44 / المائدة ) ، وكيف يكون الإنجيل خالياً مما أنزل الله وهو الذي يطالب بإقامته ويتوعد بالعذاب الشديد الذين لم يقيموه . ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ( المائدة : 47 ) ولقد أكد علماء الإسلام على نسخ التوراة والإنجيل بالقرآن . . ولكن القرآن نفسه لم يذكر هذا النسخ بل ذكر التصديق وأكد عليه ، افترى أنت أن التصديق نسخ أم تثبيت وشهادة بالصدق ؟ فإن قالوا أن التصديق للتوراة والإنجيل اللذَين أنزلا من الله - ولا وجود لهما الآن . قلنا كيف إذن يطالب القرآن بإقامتها وتنفيذ تعاليمها عليهم إن لم يكن فيها شيء مما أنزل الله ؟ وكيف يكونا قد وجدا في عهد نزول القرآن واختفيا من بعده ؟ وكيف يأمرهم على لسان النبي في موضع المحاججة أن يأتوا بالتوراة لتكون حكماً في موضوع الخلاف فيقول : ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ( آل عمران : 93 ) وكيف يقول إذن " فيها حكم الله " إذا كانت تخلو مما أنزل الله ؟
131
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 131