responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 130


وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ) ( المائدة : 46 ) ولكن صفحة التحريف قد طالت كل شيء كما يبدو ! فإن ( علماء المسلمين ) أنفسهم لم يتركوا هذه المطالبة القرآنية بإقامة التوراة والإنجيل وحسب بل ملأوا الكتب بالدعوات المخالفة للقرآن عن عدم وجود توراة وإنجيل حقيقي بالمرة .
وأشتهر بين أوساط المسلمين أن الكتابين محرفين تماماً ولا وجود فيهما لما أنزل الله فهم من جهله يسيرون وفق آراء محرفي أهل الكتاب بشأن كتابهم ، ولا يؤمنون بما ورد في كتابهم بشأن هذا الكتاب ! .
إنهم يسيرون وفق الخطة التي رسمها المحرفون بكل ما يتعلق بالأمة والتأويل وعصمة الأنبياء . . ولا يسيرون وفق ما رسم لهم القرآن بشأن التوراة والإنجيل ! .
فالذي يسمع كلامهم يظن لأول وهلة أن ذلك لشدة حرصهم على الرسالة الخاتمة ومقتهم ( لليهود والنصارى ) . . بيد أن التأمل في الأمر يكشف بلا لبس أن المحرفيّن من أهل الأديان الثلاثة هم في الحقيقة تيار واحد وخط واحد يحاول جاهداً خلط الأمور وقلب الحقائق . .
المحرفون من أهل التوراة والإنجيل يفرحون بتبني المسلمين فكرة تحريف التوراة والإنجيل ولا يحزنون لهذا الأمر . . لأنهم بكل وضوح وبساطة هم المحرفون وهذه من أولى غاياتهم . . ، ويحدث بهذه الطريقة الفصل التام بين الملل الثلاثة - وهو الأمر الذي كان - يحاربه القرآن حرباً شعواء لا هوادة فيها - لأن الفصل هو عملية تجزئة لكتاب الله وتكريس الاختلاف والتناحر وبالتالي يضيع تصديق الكتاب اللاحق للكتاب السابق ، ويضيع التبيين الذي في اللاحق للاختلاف الذي في السابق .

130

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست