نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 128
ومن أجل ذلك كان المحرفون منهم - كالمحرفين في هذا الأمة - يستخدمون أسماً آخر لأتباع هذه العقيدة إذ يسمونهم ( المحمديين ) بدل المسلمين . . ذلك لأن الاسم نفسه يؤذيهم ويؤنبهم ويذكرهم بإعراضهم . ولا يعرف النصراني كيف يفسر الإسلام ولا صاحب الرسالة ، بل لا يعرف النصراني كيف يعامل المسلم مع الاحتفاظ بمحبة المسيح ( ع ) . ذلك لأن المسلم الحقيقي يقدس المسيح أكثر من النصراني . . وعدا ذلك فإن المسلم يؤمن أن المسيح روح الله وكلمته وأنه يحي الموتى وينفخ الطين فيكون طيراً بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص ، كما يؤمن النصراني بذلك . والمسلم يؤمن بأن المسيح ابن مريم وأنه روح الله لا أب له كما يؤمن النصراني . والمسلم يؤمن أن المسيح ( ع ) حي في السماء كما يؤمن النصراني ، وأنه لا بد أن يعود وأنْ يظهر المعجزات تارةً أخرى ولا بد أن يحكم في ( مملكة الرب أو ملكوت الله ) على الأرض كما يؤمن النصراني ! . والمسلم يؤمن أن الله واحد لا شريك له هو الخالق العالم وعبادته واجبة وعبادة غيره مصيرها النار . . تماماً كما يؤمن النصراني حسب الإنجيل . والمسلم يؤمن أن الإنجيل كتاب الله وهو هدى ونور وأن الحكم به واجب وأن من لم يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون . . كما يؤمن النصراني المتدين تماماً . وهنا تكمن مشكلة النصراني ! فإن كل ما يؤمن به النصراني الذي لا يشرك بالله شيئاً يؤمن به المسلم ولكن العكس ليس صحيح ! فالمسلم يستوعب كل عقيدة النصراني ولا يتمكن النصراني من استيعاب كل عقيدة المسلم إلا جزاً يسير منها هو ما يخص المسيح والإنجيل وهو جزء بالغ الضآلة . ومن هنا صارت عقيدة المسلم مهيمنة على عقيدة النصراني وتحتويها احتواءً كاملاً . . ومن هنا أصبح النصراني محاصراً في زاوية ضيقة ! .
128
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 128