نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 127
الدين والمنطق العقلي آمنت بها هذه الأمة إذ اعتقدت بأشياء متناقضة في آن واحد : اعتقدت أن المعجز باق بعد النبي واعتقدت أنه لا حامل مخصوص له واعتقدت أنه لا يمكن تأويله واعتقدت أنها تقدر على تأويله فقامت بتأويله وتلك هي مجموعة من الأشياء المتناقضة التي لا تجتمع إلا في عقول الجهال أو المحرفين . لقد كانت تلك المقولات صفحة من صفحات التآمر على الرسالة وديمومتها واستمرارها وفيها محاولة واضحة لجعل المعجز في متناول الجميع يأخذ كل منه حسب رغبته وطريقته وهدفه ففي نفس الوقت الذي زعموا فيه أن لا قدرة لأحد على تأويله قاموا بتأويله ووضعوا كتباً خاصاً بالتأويل والتفسير ، فكأنهم أقروا أن المعجز لن تكون في بقاءه منفعة ما لم يستعمل ويكتشف ولكنه إقرار جاء متأخراً وبحسب التخطيط السابق ليجعلوا من أنفسهم بديلاً لحامله الحقيقي ، ويتحقق الهدف المتمثل بإفراغه من محتواه الشمولي . ثانياً : هيمنة المعجز : من خصائص الرسالة الخاتمة خاصية الهيمنة على الرسالات ، وإنما ذلك لهيمنة كتابها على الكتب . والهيمنة هي القوة والتعالي اللذين أتصف بهما الفكر الإلهي منهاجاً وقادة فهذه العقيدة تفسر جميع الظواهر ولا يمكن لأحد من تفسيرها ، ولذا أصاب الإحباط وخيبة الأمل والفشل كل أولئك الذين حاولوا تفسير الرسالة بغير ما فسرت به نفسها كونها منزلة من الله . الرسالة الخاتمة حاصرت الجميع فكرياً محاصرة شديدة في زاوية ضيقة جداً . . محاصرة سلمية فأسمها الإسلام مشتق من التسليم لأمر الله . . فهل يستطيع النصراني أو اليهودي أن ينسلخ من هذا الاسم والأنبياء ( ع ) جميعاً ينادون بالتسليم لوجه الله ؟
127
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 127