نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 124
تختلف العقائد الوضعية عن عقيدة الله بأمر بالغ الأهمية ، فإن هذه العقائد تحارب بعضها بعضاً ، وتقوم خلال ذلك باتهام بعضها البعض ، فتخفي دائماً كل عقيدة عن اتباعها ، اتهامات الخصوم لها ، لأنها لا تتمكن من أبطال تلك التهم فيكون الجميع من هذه الناحية صادقين إلى حد ما في إبطال بعضهم البعض . ولا نجد نظاماً في العالم يقوم بنقل اتهامات خصومه كما هي ويمكن من الرد عليها أو إبطالها . . بل يحاول الأعلام الاستمرار في صنع الأكاذيب وتشويه الحقائق بشأن أي نظام مخالف ، فضلاً عن نقل انتقاداته كما هي ، أما الفكر الإلهي فهو يختلف في هذه النقطة ، فهو يسرد بكل ارتياح أقوال وأفكار الخصوم بما في ذلك الأساليب الشاذة في الاستهزاء بالرسالة وصاحبها ( ص ) . ولا يهّتم القرآن بإخفاء تلك الأفكار وقطع دابر الترويج لها كما فعلت العقائد الوضعية المذعورة من بعضها البعض ، فهو لا يخشى من أي نقد ، بل بالعكس من ذلك تماماً ، إذ يبدو أنه يتقوى أكثر بتلك التهم فينقلها كما هي ، لماذا ؟ لأن الفكر الإلهي يمثل الحق بل هو الحق ، وكل نقد للحق هو وقوع بالباطل ، فأي اتهام ونقد سيكون نقطة ضعف جديدة على الخصم لا عليه ، ذلك لأنه لا يوجد بعد الحق إلا الضلال ، ولهذا نجد القرآن ينقل لنا تلك الأقوال كما هي ، بما في ذلك اتهامهم لصاحب الرسالة ( ص ) بالجنون . إن هذا يبرهن على مدى تعالي الفكر الإلهي وسموه وقوته الذاتية وقدرته على تحطيم كل ما سواه من عقائد . ( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ( الفرقان : 5 ) ( وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ ) ( الزخرف : من الآية 49 )
124
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 124