نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 115
وأعطوا المبررات لبعض المتحذلقين الذين لا يفهمون شيئاً عن حقائق الدين والخلق والتكوين ، ليدافعوا عن إبليس . [1] لقد كانت جنة آدم في الأرض ، وهو خليفة الله في الأرض ، والجنة جزء من قانون الخلافة على الأرض كما أشارت آيات الرزق والخلق الآنفة ، وكانت قصة آدم هي قصة استخلاف أول كائن على الأرض واضحة كل الوضوح ، ووقعت وفق قوانين العدل والحق المتفق عليه بين العقلاء . وإذا كانت المعرفة والذاكرة هي سر أفضلية آدم ، فإن الخلل الذي أصاب الذاكرة هو السر في عصيانه وبالتالي إخراجه من الجنة ، حيث ربط القرآن الأمرين ربطاً وثيقاً بين تعليم الأسماء وتذكرها في الأسجاد وبين نسيان تلك التعاليم حيث العصيان : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) ( طه : 115 ) ولكي لا تتكرر نفس القضية ، ولكي تعود ذرية آدم إلى طور الخلافة في الأرض ، ونزول البركات وظهور الجنات مجدداً ، وفق تلك القوانين ، فإن عليهم أن يصلوا إلى مرحلة الطاعة التامة للخالق ، ولا يحدث ذلك ما لم يتمكنوا من استغلال قدرات العقل بأقصى مدى ويتذكروا تعاليم الخالق وتتكون لهم ذاكرة تاريخية عما حل بالذين من قبلهم من الدمار والهلاك ، ولذا أكد القرآن على الذاكرة بشكل ملفت للنظر فجاء بجميع اشتقاقاتها اللغوية فيما يقارب من ثلاثمائة مرة وهو قريب من الرقم الذي ذكرت فيه السماوات والأرض ، فمن تلك الصيغ : اذكروني ، اذكروه ، يتذكرون ، يذكرون ، للذاكرين ، الذاكرون ، اذكر ، اذكروا ، اذكرّ ، هل من مُدكر ، ذكراهم ، الذكرى ، التذكرة ، الذكر .
[1] مثل صاحب ( نقد الفكر الديني ) . والأفكار جذور ظهرت في العصر العباسي .
115
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 115