نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 114
الناس " [4] ومن هنا نعلم أن لكل طور استخلاف في الأرض جنة على الأرض وطور الاستخلاف الأخير وفق الرسالة الخاتمة هو أهم الأطوار وأتمها وأدومها وهو خاتمتها وهو دائم مستمر ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك . وإذن فلم يكن الخالق - عز وجل - قد أدخل آدم الجنة وهو قد قرر سلفاً إخراجه منها - كما يزعم البعض ، لقد أدخله الجنة وتمنى له البقاء فيها فعلاً ، ووضع له قانوناً وعلمه الطريقين وحدد له عدوه ، فإذا كان آدم ( ع ) يرغب في الخروج من الجنة وفق القانون المعمول به فليفعل ، فهو حر ، وحريته وقدرته على الاختيار القائمة على معرفته وذاكرته هي سر أفضليته وإسجاد الملائكة له وهي سبب عصيان إبليس وبالتالي مراهنته على عصيان آدم . ولذلك فإن من حق الجميع أن يغروا به وليس إبليس وحده ، ذلك لأنه يمتلك أمره وكل قرار يتخذه إنما يتخذه بناءً على اختياره ، فهو المسؤول عن فعاله ، ولكن حق الإغراء هذا يضيع في الحضرة الإلهية ولا يفكر فيه امرؤ ذو خلق ، إذ لا يوجد أحد من الملأ العلوي يفكر بتحريض المخلوق على عصيان الخالق . إنه حق أشبه شيء بشعار الخوارج - حق يراد به باطل - وإبليس هو الوحيد الذي طالب به أو قصده ولكن لم يفعل ذلك إلا بعد أن أسقط في يده وطرد من وسط الملائكة وأخرج مرجوماً ملعوناً إلى يوم الدين ، فإنه ما قال شيئاَ عن عزمه على الإغواء على إلا بعد اللعن والطرد كما هو التسلسل في ص والحجر . إن الذين زعموا أن جنة آدم في السماء هم أنفسهم الذين تورطوا في المشيئة والإرادة وصوروا الأمر على أنه قضية مفتعلة أو قصة رمزية ، بل