نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 112
ومنها ما في سور أخرى تأتينا في مواضعها إن شاء الله . وبذلك يحدث الترابط بين الحديث النبوي وبين القرآن . كما سنرى في العلامات الكونية - أسلوب التقسيم وانقسام الأرض إلى جزئين مختلفين - بالربط بين العلاقات والعلم الحديث وما ورد من الحديث في السنة المقدسة ، ولكننا الآن نعود إلى السؤال الأصلي عن العوامل المؤدية إلى الاستخلاف ، فنحاول إيجاز تلك العوامل بأقل الكلمات وأدلها : هناك عاملان أساسيان للاستخلاف الأول القدرات التطورية لهذا الكائن والثاني وجود الدليل وهو العقيدة الهادية مع قادتها . 1 . العامل الأول القدرات التطورية للإنسان قلنا أن المعرفة هي سر أفضيلة آدم وهي سبب إسجاد الملائكة له وهي الأساس في عملية الاستخلاف ، والمعرفة تحتاج إلى لغة ، ومن هنا ( علم آدم الأسماء كلها ) ومن هنا قال أيضاً ( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) ( الرحمن : 4 ) . إذ البيان هو اللغة القادرة على التوضيح والتبيين والكشف عن المعرفة . وقد علم الله آدم الأفكار ووضع له قانوناً ، وكان ذلك هو القانون الأول الذي وضع إذ أوضح له عدوه ليتمكن من الفرز : ( فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) ( طه : 117 ) . كان قانوناً بسيطاً وواضحاً ، والجنة التي فيها آدم هي جزء من القانون الإلهي للخليفة - فإنه خلقه لعبادته لا للعمل والكد ، فما دام في الخلافة فهو المتكفل برزقه ولهذا ارتبط الاستخلاف بالجنات بصورة دائمة فبي القرآن . إذ رأينا سابقاً أن الله تعالى يقول :
112
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 112