نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 106
ولا بد من الانتباه لبعض الألفاظ في آيات الظهور الآنفة ومعرفة مدلولاتها مثل : يريدون أن يطفئوا : فالإرادة من الكفار والمشركين والمنافقين حاصلة ومستمرة إلى اليوم لوجود الفعل المضارع المستمر . بأفواههم : فيه دليل على بطلان أعمالهم لأن النار أو الضوء يمكن أن يطفئ بالأفواه أما النور فلا ، بخاصة حينما نسبه لنفسه سبحانه ( نور الله ) [1] . ويأبى الله : فيه دليل على حتمية الظهور على الأديان كلها - لأن إباءه أعلى من الإرادة منه سبحانه فإن كان " فعال لما يريد " فما بالك فيما يأبى إلا تحقيقه ! ! . ولو كره المشركون : يدل على استمرار كراهيتهم لظهور الدين ومعلوم أن المشركين ليسوا عبدة أصنام قريش بل جميع أصناف المشركين . إن عبارة " ليظهره على الدين كله " إذ تتكرر نفسها في الآيات الثلاث من السور الثلاث فإنما تشير إلى ظهور الدين الحق على جميع الأديان من خلال معرفة الهدى - الذي هو نقيض الضلال ، بمعنى آخر أن الناس لهم دين لكنهم في ضلال وليس هو الدين الحق ولذا قال : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ) . فالهدى من هذه الجهة يعود إلى النور - لأن النور هو الذي يكشف عن الاختلاف ويميز الخبيث من الطيب فكان التحدي ( ولو كره الكافرون ) ولكن حينما يكون الكلام باتجاه دين الحق - فهو يقابل دين الباطل وهو الشرك " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " فكان التحدي بعبارة ( ولو كره المشركون ) ، فانتبه لذلك .
[1] لاحظ شبكة الألفاظ المرتبطة ( بنور الله ) في مثل المشكاة من كتاب ( أصل الخلق وظهور الأنا بين الولاية والتوحيد ) - المؤلف .
106
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 106