نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 105
ولهذا السبب كانت التوبة هي السورة الوحيدة التي أمر الوحي بضرورة إعلان بنودها على الناس كافة في موسم الحج الأكبر . كما أنها الوحيدة التي خلت من البسملة وسميت بأسماء عديدة منها الكاشفة والفاضحة وبراءة . . الخ . ومن خصائص هذه السورة : أ . محور السورة هو التوحيد ، ولذلك افتتحت بالبراءة من المشركين ، ومعلوم أن الشرك هو الاسم الجامع للعديد من الأصناف كالمنافقين وعبدة الطاغوت وعبدة الهوى وعبدة رجال الدين . ب . شنت السورة هجوماً عنيفاً على هذه الأصناف الداخلة في الجماعة الإسلامية وحذرتهم العذاب لمرتين أو ثلاث مرات . . " سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم " . كما حذرت المؤمنين من مؤامرات وتخطيط هذه الجماعة المنحرفة الداخلة فيهم . ج . حذرت السورة من أخطار عديدة لعل أبرزها تحريف الدين بسبب أفواج المنافقين الداخلة خلال فتح مكة . وهذا ما يؤكد على أن سورة النصر النازلة بعدها والقصيرة جداً إنما هي بشارة بفتح آخر لوقوع تناقض غير معقول في القرآن وهو ما رأيناه في سورة النصر ورؤيانا الجديدة لها الملائمة بالأدلة التاريخية العديدة . د . أجملت السورة كل ما يتعلق بشؤون الرسالة وإدارة الحكم وتوزيع الأموال وعلاقة المسلمين بأهل الكتاب ووجوب استمرار مجاهدة الكفار والمنافقين واستخدام الشدة معهم . وفي أوج ذلك جاء الوعد بظهور الدين وللمرة الثالثة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( التوبة : 33 ) .
105
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 105