responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 107


الفصل الثالث عناصر الاستخلاف 1 - تمهيد في معنى الاستخلاف إن لفظ " خليفة " في قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * ( البقرة : 30 ) ، هذا اللفظ ( خليفة ) ينصرف كما هو واضح إلى جنس بني آدم لا إلى آدم ( ع ) وحده .
وذلك لأن آدم ( ع ) لا يحصل منه عصيان يبلغ درجة الفساد وسفك الدماء إنما فهم الملائكة من الخليفة أنه مجموعة منتخبة من جنس بني آدم ، ومعلوم أن استخلاف مجموعة من الجنس لا يمكن حدوثه إلا بعد مراحل وحقب من الترقي وقودها الفتن ونتائجها العريضة الفساد وسفك الدماء . القرآن لم يرد على ادعاء الملائكة ولم يقل أنهم كانوا واهمين أو مخطئين في هذا التصور بل اكتفى بالقول : ( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ( البقرة : 30 ) . الغاية من خلق ( الخليفة ) - كما هو واضح من العرض التي تقدم به الملائكة هو ( التسبيح والتقديس ) - وهو واضح في آية أخرى هي قوله ( " ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " [2] - فقدم الملائكة أنفسهم بديلاً للخليفة باعتبارهم يسبحون ويقدسون من غير ما حاجة إلى المرور بحقب من سفك الدماء والفساد . الرد القرآني تضمن الإشارة إلى أن هناك أمور أخرى لا يعلمونها . لعل أبرزها كما يتضح من النظام القرآني أن الملائكة لن يصلحوا


( 1 ) البقرة / 30 .
[2] الذاريات / 56 .

107

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست