responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلح الحسن ( ع ) نویسنده : الشيخ راضي آل ياسين    جلد : 1  صفحه : 245


الحسن عليه السلام لو سخا بنفسه وبشيعته ، وفرضنا أنه كان قد استطاع حضور ميدانه في " مسكن " ، لحكم على نفسه بالموت حتى لا يبقى اسمه الا في كتب الأنساب ، وعلى مبدئه المقدس بالاعدام حتى لا يبقى منه أيّ أثر بين سمع الأرض وبصرها ، ولرأيت تاريخه المجيد وتاريخ بيته العتيد ، أسطورة مشوهة من أبشع الأساطير ، يمليها معاوية كما يشتهي ، ويشرحها بعده مروان وآل مروان كما يشاؤون .
وكان معنى ذلك نهاية تاريخ الروحية الاسلامية ، وبداية تاريخ أموي له طابعه المعروف وخصائصه الغنية عن البيان .
وفي الحديث الشريف : " لو لم يبق من بني أمية الا عجوز درداء لبغت دين اللّه عوجاً [1] " .
ترى ، فهل كان في امكان الحسن غير ما كان ؟ .
وان أقل استقراء وتدبر ، يثبتان أنها كانت أفضل طريقة للتخفيف من عرامة الاجراءات المتوقعة ، بل كانت الطريقة الوحيدة التي لا ثانية لها .
وحفظ الحسن بها - حين استيقن هذه النتائج كحقائق واقعة - خطوط اتصاله بالأجيال ، بل خطوط اتصال أبيه وجده عليهما الصلاة والسلام ، من طريق الابقاء على شيعته ، وأنقذ بذلك مبدأه من الإبادة المحققة ، وصان تاريخه من التشويه والتزوير والمسخ والازدراء .
وانتزع من الخذلان الذي حاق به في دنياه ، الانتصار اللامع لروحيته وعقيدته وأخراه .
وهكذا ترك الدنيا ليحفظ الدين .
وذلك هو طابع الإمامة في هذه الزمرة المباركة من آل اللّه .



[1] الخرائج والجرائح لسعيد بن هبة اللّه الراوندي المتوفى سنة 573 ( ص 228 ) . القسمُ الثالث : الصُّلح ، دوافع الفريقين للصُّلح

245

نام کتاب : صلح الحسن ( ع ) نویسنده : الشيخ راضي آل ياسين    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست