ظَلَمَنِي ، وَأرِنِي فِيْهِ ثَارِيْ وَمَآرِبِي » [1] .وَأيّا ما كَان فالمُرادُ طَلب ثَاري ، لكِن المُناسب على الاوَّلِ : « وَارْزُقْنِي فِيهِ انْ اطْلُبَ ثَارِي » ، وعلى الثَّاني : « وَأرِنِي فِيهِ انْ تَطْلُبَ ثَارِي » وقَد مرَّت رِواية المجلسي ايضا .وَلَا يخَفى على المُتأمِّل في هذِهِ العِبارَات انَّ الذَّحلَ والوِتْرَ وَالثَّارَ كُلّها بِمعنى الدَّم المخُصوص المَزبُور ليس الَّا ، وحِينئذٍ فيتجِهُ عَلى العِبارة اشكالٌ ، وهُو انَّ الثَّار إذا كَان معنَاهُ الدَّم المَخصُوص ، فَكيفَ يَصحُّ اطلَاقُهُ عَلى المُنادى ، والتَّعبِير بِهِ عَنه ، إذ لَيس المُنادى كلُّه ثار ، بَل الثَّارُ جزءٌ من اجزاءِ بدَنِه ، فينبَغِي اضَافته الِيهِ اوَّلا ، كَما مرَّ في عِبارَةِ الدُّعاءِ ، أعني قولَه : بِثارِكِ ، وقوله : ثَاري .فيقُال في المَقامِ : « السَّلامُ عليكَ يَا مَن ثَارهُ ثارَ اللهِ » ، ويُمكِن دَفعَهُ بانَّ اطْلاقَ الثَّار على المُنَادى مُضافا اليه تعالى مُبتني على تنزيلِ تمَامِ شخصِهِ بِجميعِ اجزائِهِ وأعضائِهِ منزلةَ ثارِهِ تعالى ، تَعظيما وَتشرِيفَا له ، وإرادةً لمَزيدِ الاخِتصاصِ بِه ، وكمَالِ العِناية والاهتمام بِشأنِهِ ، كما أطلق [2] « عينُ الله »
[1] رواه بهذا اللفظ ايضًا الكفعمي في البلد الامين ص 253 . [2] روى الصدوق ( قدس سره ) في التوحيد ص 164 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ انَّ امِيرَ المُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) قَالَ « انَا عِلْمُ اللَّهِ ، وَانَا قَلْبُ اللَّهِ الْوَاعِي ، وَلِسَانُ اللَّهِ النَّاطِقُ ، وَعَيْنُ اللَّهِ النَّاظِرَةُ ، وَانَا جَنْبُ اللَّهِ ، وَانَا يَدُ اللَّهِ » ، وراجع ايضا البحار 24 / 191 ( باب 53 انهم ( عليهم السلام ) جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها ) .