و « يدِه » و « أذنِهِ » و « وجهِهِ » و « جنبِهِ » على اميرِ المؤمنين ( عليه السلام ) ، لأجلِ التنزيلِ المزبورِ في زيَارتهِ المعروفةِ ، وهو قولهُ [1] « السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ ، وَيَدَهُ الْبَاسِطَةَ وَأذُنَهُ الْوَاعِيَةَ - إلى ان قال - السَّلَامُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِيِّ ، وَوَجْهِهِ المُضِيءِ وَجَنْبِهِ الْعَلِيِّ » فَهذا الاطْلاقُ اللَّفظي مُقيّدا بهذِهِ الإضافة ، وان كَان نوعُ تَعظيمٍ وتَشرِيفٍ بحسبِ اللَّفظ لكنَّه مُتفرِّعٌ على ذلِكَ التَّنزيلِ المُتفرِّع على التَعظيمِ والتَّشرِيف والاختِصَاص بِحسبِ المَعنى .ثم انَّ هَذا الاخْتصَاص المَدلول عَليهِ بالإضَافةِ الموجب للتَنزيلِ المَزبور أوجبَ طلَبهُ تعالى لهَذا الدَّم مِن القَاتلِ على انَّهُ تعالى وليُّ الدَّم وصاحِبه ، فيكون طلبهُ طلبَ المُستحق حقَّهُ من خَصمِهِ ، لا طَلَب الحاكِم لحقِّ احدِ المُتحاكمَينِ المُتخاصِمَين مِن الآخر ، فَهذا الطَّلب طلبٌ مِن بَاب الولَاية ، لا مِن بابِ الحُكومة ، لانَّ الطَّلبَ مِن بابِ الحُكومة ثابتٌ له تعالى في حقِّ كُلِّ احدٍ .لانَّهُ الحَكَمُ العدْلُ بينَ عِبادِهِ ، ينتصِفُ مِن الظَّالمينَ للمظْلُومينَ ، مِن غيرِ فَرقٍ بَين عَبدٍ حَبشِيٍّ ، وَسيِّدٍ قَرَشِيٍّ ، فليسَ هذا خَصِيصةً بالحُسينِ ( عليه السلام ) ، ولا شَرافةً وكرامَةً وفضيلَةً لَه .وَعلَى ما ذَكرنَا مِن الطَّلبِ مِن بابِ الولَاية ينزِل قولُهُ ( عليه السلام ) في الدُّعاءِ
[1] المزار الكبير ص 217 والاقبال ( 3 / 133 ) وجمال الأسبوع ص 42 ومزار الشهيد ص 134 البحار ( 97 / 305 ) .