« الحَمْدُ : قَولٌ دَالٌ عَلَى انَّهُ مُخْتَصٌّ بِفَضِيلَةِ الْانْعَامِ » ، والِيهِ يرجِع تفسِيرهُ بالثَّناءِ المُطلقِ ، فقدِ اتضَّح مِن جميعِ ذلك انَّ الحمدَ مِن مقُولةِ القولِ والكَلام ، وانَّ الفعلَ ليس بِحمدٍ فتعريفهُ عُرفا بفعلٍ مُنبِيء عَن التَّعظيمِ فَاسدٌ جدّا ، لا يُساعِد عليه شيءٌ مِن الاسْتِعمالاتِ العُرفيّة ، سيّما الوارِدة مِنها في الكِتابِ والسُّنَّة الجَارِيةِ على طبقِ العُرف ، فَاحْسن ما قِيلَ في تعريفِهِ قول ( شارح الصَّحيفة ) في شَرحِ الدُّعاءِ الاوَّل [1] انَّهُ : « الثَّنَاءُ عَلَى ذِي عِلْمٍ بِكَمَالِهِ تَعْظِيما لَهُ » وكلام ( النَّيشَابُورِي ) انَّهُ : « قَولٌ دَالٌ عَلَى انَّهُ مُخْتَصٌّ بِفَضِيلَةِ الْانْعَامِ » وقول ( صاحب الشَّوارِق ) انَّه « الوَصْفُ بِالجَمِيلِ عَلَى الجَمِيلِ بِقَصْدِ التَبْجِيلِ » فهذه التعاريف الثَّلاثة مُتحِدة الَمفاد .ثمَّ لمَّا ثبت حمده لِنفسهِ وثنائِهِ على نفسِهِ كما في أوَّلِ ( الْانْعَامِ ) [2] و ( الكَهْفِ ) [3] و ( سَبَا ) [4] و ( المَلَائِكَة ) [5] .وكَما في قولِهِ ( صلى الله عليه وآله ) [6] « انَا [7] لَا احْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ » ، وجَب تعميمُ الثَّناء والقولِ الماخُوذين في تعريفِ الحَمدِ بحيثُ يشمُلان
[1] رياض السالكين ( 1 / 230 ) . [2] * ( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ) * . [3] * ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتب ولم يجعل له عوجا ) * . [4] في الأصل : « والسّبا » ، * ( الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الاخرة ) * . [5] * ( الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملئكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلث وربع ) * [ فاطر 1 ] . [6] مصباح الشريعة ص 55 وعوالي اللآلي ( 4 / 113 ) والعدد القوية ص 23 وشرح نهج البلاغة ( 1 / 59 ) ومستدرك الوسائل ( 4 / 321 ) والبحار ( 68 / 23 ) . [7] في المصادر « انِّي » .