وإنْ كَانَتْ مِنْ قُرْبٍ فَقُل : « أتَيْتُكُمَا زَائِرَا » روى ذَلِكَ عَنِ الصَّادِقِ ( عليه السلام ) ، قَالَهُ ( الشَّيْخُ المُفِيدُ ( قدس سره ) ) فِي مَزَارِهِ » .
مع انَّ مَتنَ عِبارةِ الدُّعاءِ اقربُ إلى التوجيهِ مِن مَتنِ عِبارةِ الزِّيارَةِ ، ومع ذلِك إذا وَجبَ التَّبدِيلُ فِي الدُّعاءِ وَجبَ التَّبْدِيلُ فِي الزِّيَارةِ بِطرِيقٍ اوْلَى .
وَفِي ( البحار ) عن ( التَّهذِيب [1] ) [2] عَنِ ( ابْنِ أبِي عُمَيْرٍ ) [3] ، عَمَّنْ رَوَاهُ قَالَ : قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : « إذَا بَعُدَتْ بِأحَدِكُمُ الشُّقَّةُ ، وَنَأتْ بِهِ الدَّارُ ، فَلْيَعْلُ عَلَى مَنْزِلِهِ ، وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَلْيُومِئْ بِالصَّلَاةِ الَى قُبُورِنَا ، فَانَّ ذَلِكَ يَصِلُ الَيْنَا [4] ، وَيُسَلِّمُ

[1] تهذيب الاحكام : احد الكتب الأربعة المجاميع القديمة المعول عليها عند الاصحاب من لدن تأليفها حتى اليوم ، الفه شيخ الطائفة ( ت 460 ه - ) ، استخرجه من الاصول المعتمدة للقدماء التي كانت في مكتبة الشريف المرتضى ومكتبة سابور المؤسسة للشيعة بكرخ ، كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة ، قد خرج تمام كتاب الطهارة إلى اوائل كتاب الصلاة بعنوان الشرح على مقنعة أستاذه الشيخ المفيد ( ت 413 ه - ) و ذلك في زمن حياة المفيد ، و كان عمره 25 سنة ، ثم تممه بعد وفاته ، و قد أنهيت أبوابه إلى 393 بابًا ، وأحصيت أحاديثه في 13590 حديثًا ، له شروح وحواشي كثيرة : ملاذ الاخيار للعلامة المجلسي ( ط ) ، وقد طبع التهذيب على الحجر في مجلدين كبيرين في 1317 ه - ، وطبع في النجف بتحقيق السيد حسن الخرسان في 10 مجلدات ، ثم حققه مرة أخرى علي اكبر غفاري في ايران ( الذريعة 4 / 504 بتصرف ) .
[2] تهذيب الاحكام ( 6 / 103 ) والبحار ( 98 / 370 ) .
[3] محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبو احمد الأزدي : من موالي المهلب بن أبي صفرة ، وقيل مولى بني امية ، والأول اصح ، بغدادي الأصل ، جليل القدر ، من اصحاب الاجماع ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ، الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية ، وكان حبس في ايام الرشيد ، روى عن الرضا والجواد ( عليهما السلام ) ، اعتبر بعض العلماء مراسليه كالصحيح ( معجم رجال الحديث 15 / 291 ) .
[4] إلى هذا الموضع رواه الكافي ( 4 / 587 ) والفقيه ( 2 / 599 ) وكامل الزيارات ص 480 والشيخ المفيد في المقنعة ص 490 .

130