العُرفيّ فإنَّما هو في خُصوصِ اليومِ المُماثلِ لِيومِ الحَادثةِ هُو يومٌ واحِدٌ مِن ايّامِ السَّنة لَا يَقبل التَّعدَّد في سنةٍ واحدةٍ ، مُضافا إلى لُزومِ الكَذب فِي الفَرضِ الاوّل مِن جهةٍ أخرى ايضا كَما لَا يخَفى ، والَّذي يدلُّ عَلى ذلِك مُلاحظة أشبَاهه ونظائِره ، فهل يصحُّ لكَ ان تقولَ في غيرِ يومِ ولادتِهِ ( عليه السلام ) : « اللَّهُمَّ انِّي أسْألُكَ بِحَقِّ المَوْلُودِ فِي هَذَا الْيَوْمِ » فيوم الشَّهادة نظيرُ يوم الولادة .أو تقول في غيرِ ليلةِ ولادَةِ صَاحبِ الامرِ ( عليه السلام ) : « اللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنَا هَذِهِ وَمَوْلُودِهَا » وكَذَا سائِرُ ما مرّ مِنَ الأدعية ، فجميع ذلِك كذِبٌ صريحٌ ، والتَّرخِيص الشرعيّ في زيارتِهِ ( عليه السلام ) بهذِهِ الزِّيارَة كلَّ يومٍ لَا يُصحِّح الكَذِب ولَا يجوز ، مع انّ الترخيصَ الشرعِيّ والأذن والتَّشريع في المقامِ كما وقَع في بعضِ الكُتبِ ممَّا لَا معنَى له ، بل هو خطا ظاهِر ، لانَّ قولَهُ ( عليه السلام ) : « انِ اسْتَطَعْتَ انْ تَزُورَهُ كُلَّ يَوْمٍ [ مِنْ دَارِكَ ] بِهَذِهِ الزِّيَارَةِ فَافْعَلْ ، وَلَكَ ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِكَ » اخبارٌ بثبوتِ جميعِ الثَّواب الموعود في زِيارة يومِ عاشُوراء لكُلِّ مَن زَار بها في غيرِ ذلِك اليَوم ، لا اذْنٌ وَتَرخِيص ودليلٌ شرعيٌّ على شرعيةِ هذه الزِّيارةِ وجَوازِهَا ، إذ اصل الجوازِ ثابِتٌ عَقلًا وشرَعا ، لأنَّهُم ( عليهم السلام ) أولِياء النِّعم ، والعقلُ مُستقِلٌّ بِشُكرِ كُلّ مُنْعِمٍ وَثَنَائه ، وَعمومَات الزِّيارة والصَّلاة والسَّلام والدُّعاء والتُّوسل فوق حدِّ الاحصاء ، فَلَا مجَالَ لانتِظَار الإذْن في المواردِ الخاصّة ، وحَديثُ عَدمِ الجوازِ بقصد الورودِ شططٌ [1] مِن الكَلام ، فكيف يتَأتَّى القصد مِمّن يعلم بعدمِ الورود بل مِمَّن يُشكّ فِيه .
[1] الشطط : الجور والعلو في القول .