المَقتولِ ظُلما ، وطلَب هَذا الدَّم .والمُناسِب للوِتْرِ مِن بَين هَذهِ المَعاني هُو الدَّم ، بِقرينَةِ ايقاعِ الطَّلبِ عَليه فِي عِبارة الدُّعاء المُتقدِّم ، وفِي عِبارَة ( المَجمع ) و ( الطراز ) ، هَذا مُضافا إلى انَّ إرَادةَ الدَّم المَزبور مِنهُ في المَقام ، أعنِي عِبارة الزِّيارة الشَّريفة ممَّا لا بُدّ مِنه ولَا مَحيص عَنه ، لكونِهِ عَطفا على المُنادى ، ومِن المَعلومِ عَدم صِحَّة إرادة شَيءٍ مِن المَعنَييينِ الآخَرَين .ثُمّ صَريح عِبارة ( الطُّراز ) انَّ الوتْرَ بِمعنَى الدَّم أو قَتل الحَمِيم ، مأخوذٌ مِن الوتْرِ بِمعنى الفَرد ، وهَذا مِمَّا لَا يُساعِد عَليه جَميع مَوارِد الاستِعمَالاتِ الوارِدة في الخِطَابات ، إذ مِنها قولهُ ( عليه السلام ) في الزِّيارَةِ المَعرُوفة « لَقَدْ أصْبَحَ كِتَابُ اللَّهِ فِيكَ مَهْجُورا ، وَرَسُولُ اللَّهِ فِيكَ مَحْزُونا » ، ولَا يَصحَّ إرادة الافرادِ في هَذا المَوضعِ ، لانَّ قتلَهُ ( عليه السلام ) بَعد وفَاة النَّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) صَار سَببا لاجتِماعهِما لَا للافْترَاق بَينهما ، كَما هو مَعنى الافَراد لانَّهُ انما يَتحقَّق إذا كَان صَاحب القَتيل حيَّا مَوجُودا في الدُّنيا .ومِنْهَا قولُهُ ( عليه السلام ) في الدُّعاءِ المُتقدِّم المَذكور في ( زَاد المَعاد ) [1] في أدعِيةِ شَهر رَمضان : « اللَّهُمَّ اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ ، وَوَتْرِهِمْ وَدِمَائِهِمْ » ، ولَا يخَفى انَّهُ لَا يُمكنُ توجيهُ الفَرد والافَراد هُنا بِوجهٍ مِن الوجُوه ، بل المُتعيَّن هو إرادةُ الدَّم المَزبور لَا غَير .
[1] زاد المعاد ص 113 ، رواه في تهذيب الاحكام ( 3 / 120 ) ومصباح المتهجد ص 622 ، الاقبال ( 1 / 295 ) ومصباح الكفعمي ص 630 والبلد الامين ص 231 والبحار ( 95 / 100 ) .