سواه ، فلا يعبدون المال ، ولا الجاه ، ولا السلطان ، ولا القائد ، ولا . . ولا . . إلخ . . وهذا يحتاج إلى مزيد من الوعي العقائدي ، والالتزام الإيماني ، والالتفات إلى سلبيات زيادة التعلقات بغير الله تبارك وتعالى . فالمؤمنون والصالحون لا يقدسون زعماءهم ، ولا يطيعونهم من دون تدبر ووعي ، وفي غير رضا الله . وهم يضعون الأمور في نصابها . . ولا يعطونها أكثر من حجمها . وأما ما نراه من اختلافات في هذا المجال ، فهو سلوك خاطئ ، ومرفوض من الناحية الدينية والإيمانية ، ولا بد من الإقلاع عنه . . الثانية : أن يكون المراد بهذه الفقرة هو : أن يبذل الجهد في نشر عبادة الله بين الناس في أقطار الأرض ، ومحاصرة الشرك ، ومحاربته ، والقضاء عليه . . أي أن المطلوب هو استمرار الجهاد ، بكل أنواعه . . إلى أن يزول الشرك من جميع بقاع الأرض ، قريبها وبعيدها ، مهما اختلفت صفاتها وحالاتها . . لأن الجهاد كما تقدم ، يعطي الإنسان الحرية ، والأمن والسلام ، والفرصة لكل الناس ليجسدوا عبوديتهم لله في طاعاتهم وعباداتهم . وأن يعملوا بكل سكينةٍ وطمأنينة على نشر الخير والصلاح للبلاد والعباد . . أما الحرب الظالمة ، والعدوانية ، فلا ثمرة لها إلا التدمير والخراب ، وهي مرفوضة ومدانة وممقوتة . وهي تعرض صاحبها لغضب الله وانتقامه ، إن لم يكن في هذه الدنيا ، ففي الآخرة من دون ريب . على أن العبادة هي - كما يقول السيد علي خان - أعلى درجات الخضوع والتذلل ، فلا تصلح ولا يستحقها إلا من يُوليِ العبد أعلى النعم ، وأعظمها ، من الوجود ، والحياة ، وتوابعهما ، وهو الله سبحانه . .