من الفرص ، لتجسيد العبودية ، طاعة ، وانقياداً ، وتسليماً ، وخضوعاً لله سبحانه . . ولذلك كانت الحرب شرفاً ، وعزاً وعملاً مقدساً . . ومن البديهي : أن الخلوة مع الله تهيئ الفرصة للإنسان ليبوح له بكل ما في ضميره ، وليكشف ما يسعى العبد عادة لستره عن كل أحد ، أو يتظاهر بإنكاره والبراءة منه ، فإن معايب الإنسان ونقائصه كثيرة ، وهو أعرف الناس بها . والاعتراف بها والسعي للتخلص منها إنما يصبح ميسوراً له حين يختلي بنفسه بين يدي الله تعالى . . وهذه من أهم وسائل التربية . ومن موجبات تواضع الإنسان ، وتخليصه من الغرور ، وإبعاده عن حالات البغي ، والاستكبار ، وتعطيه حجمه الطبيعي . فلا بد من تهيئة الفرص للمرابط لمثل هذه الخلوات العبادية . ولا يصح إشغاله المستمر بغيره ، ومع غيره . والمنابذة هي المكاشفة والمجاهرة بالحرب . وهي ضد الخلوة . . وهي تحتاج إلى الانشغال بمراقبة العدو ، والعمل على إفشال خططه ، والسعي لتنفيذ خطط هجومية ، ملازمة للتركيز على ما حوله . . والانصراف عن التفكير في الله ، أو الاستغراق في تأملاته الروحية والتربوية . وأما قوله « عليه السلام » : حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الأَرْضِ غَيْرُكَ : فإنه يفهم من ناحيتين : الأولى : أن يراد بهذه الفقرة : أن تتمحض عبادتهم لله ، فلا يعبدون