لذلك نقول : إن من المهم جداً أن لا تتوقف عجلة الإنتاج ، وأن تبقى الدورة الاقتصادية في حركة متنامية ، فالإسلام لا يريد مالاً راكداً ، لا في حال الحرب ، ولا في حال السلم [1] . وإن نفس أن يرى العدو أهل الإسلام في رخاء اقتصادي ، وفي نمو مطرد ، ثم يرى ضعفه في هذه الناحية سيزيده شعوراً بالمرارة وبالخيبة . كما أن ذلك يطمئن أهل الإسلام إلى المستقبل ، ويزيدهم ثقة ، وثباتاً ، ورغبة في الدفاع عن منجزاتهم . وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ : ثم إن السياسة الحربية يجب أن تؤدي إلى عجز العدو عن اللجوء إلى خيار الحرب ، فتخف أعباء الإعداد والاستعداد على المرابطين ، ويجدون الفرصة للتفرغ لعبادة الله ، وتربية أنفسهم ، وبذل الجهد في سبيل نيل مقامات القرب والرضا الإلهي ، لا ليكون الفراغ من أسباب الملل والكسل ،
[1] وهذا يشير إلى الحكمة البالغة في كون نصيب المرأة في الإرث نصف نصيب الذكر * ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ ) * ، فإن المرأة تجد المال في الغالب ، لأنها لا تحتاج غالباً إلى تحريك ، ولا تجد ضرورة للسعي لتداوله ، وتبديله إلى سلع أو غيرها مما يفيد في دفع عجلة الإقتصاد ، لأنها إما غنية بزوجها ، أو في كفالة الأب وغيره . كما أنها في الغالب لا تجد الفرصة للقيام بهذا الأمر ، بسبب دورها الطبيعي في الأسرة . أما الرجل ، فهو أقدر على تحريك المال في الاتجاهات المختلفة ، وهو يحوله إلى سلعة تارة ، وإلى خدمات أخرى . .