وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ : كما لا بد من استثمار جميع ما ذكر في الفقرات السابقة في تحصين ديار أهل الإسلام . بحيث تصبح بعيدة عن متناول أيدي الأعداء ، منيعة عصية على أي تعرض واستهداف منهم لها بسوء . . وقد يتم ذلك بإيجاد الروادع للعدو ، إما من حيث إثارة الشعور لديه بأن ثمة قوة ذاتية رادعة على قاعدة : * ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ ) * [1] . أو بإحساس العدو بالضعف في نفسه ، من حيث شعوره بالإنكشاف الأمني ، وبعدم قدرته على تحصين نفسه من أي ردة فعل موجعة له حتى في داخل محيطه ، الأمر الذي يجعله يعرض عن التفكير بالعدوان على ديار أهل الإسلام . . وتصبح ديار المسلمين بنظره صعبة المنال ، لا تنفع معها حيلة ، ولا يؤثر فيها سلاح . . ولا يكفي في تحقيق الردع أن يرى العدو الصعوبة والحصانة في مواقع المواجهة فقط . وَثَمِّرْ بِهِ أَمْوَالَهُمْ : ومن الواضح : أن كل هذه المنعة ، وقوة الردع ، من شأنها أن توفر الفرصة للإزدهار الاقتصادي الذي هو سلاح آخر يرهب العدو أيضاً ، ويدعوه إلى التفكير ملياً قبل الإقدام على أية خطوة باتجاه اتخاذ قرار الحرب ،