وفي جميع الأحوال نقول : قد جاء اختيار كلمة « المِحال » ، المحتملة لعدة معان ، لتكون الخطط قادرة على تحقيق هذه المعاني كلها . . فلا مانع من المكر بالعدو ، ولا النكاية به بصنوف من الكيد ، وفق ما ألمحت إليه الفقرات السابقة . ولا مانع من تدبير الشؤون بصنوف من الخطط ، وأنواع الخدع للعدو . ولا مانع من تحصيل القوة والشدة بوسائل أشير إليها في الفقرات السابقة . وقد يكون لفظ « المحال » قد استعمل في القدر الجامع لجميع المعاني المشار إليها آنفاً ، وقد يكون استعماله في المعاني على نحو استعمال المشترك في أكثر من معنى ، تماماً كما هو الحال في التورية ، ولا يحتاج ذلك إلى أن يكون من يستعمل اللفظ أحول العينين كما أشار إليه المحقق الخراساني « قدس سره » في كفاية الأصول ، فإن استعمال الألفاظ أيسر من ذلك . وتقوية المحال يفرض التمتع ببصيرة وخبرة عالية بكل الوسائل الموصلة إلى هذا الهدف . حسبما تقدم في الفقرات السابقة . . ومنها ما يحتاج إلى تهيئة قدرات مادية مناسبة . وإلى الحصول على صنوف من الآلات ، والخبرات ، والإمكانات من أجل ذلك . وقد تحتاج إلى دراسات علمية ، وربما لابتكارات واختراعات أيضاً . بالإضافة إلى خدع لا بد من استنباطها ، وصنوف من المكر والحيلة يلزم التوسل بها ، وخطط بالغة الدقة ، صالحة للتعويل عليها في تنفيذ ذلك كله .