المسلمين على قضاء حاجاتهم ، والأنعام التي يستفيدون من نتاجها في معاشهم ، فلماذا لا يقابلهم أهل الإيمان بالمثل ، ولو بأن يطلبوا من الله تعالى أن يوجد الوسيلة لمنع دوابهم التي يستعينون بها في قضاء حاجاتهم ، ومنع أنعامهم - التي يعتاشون على نتاجها ، وتتعلق آمالهم بها - من النتاج . . وأن ينقطع نسلها لكي تصبح البقية الباقية من حياتهم أيضاً إما في خطر أكيد ، أو في غاية الصعوبة والمشقة ، الأمر الذي يثير لديهم احتمالات مرعبة حول مستقبلهم ؟ ! لا تَأْذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْرٍ : وبعد . . فإن للوضع الاقتصادي دوراً مفصلياً في الميل إلى الحروب ، وفي مواصلتها . . فتسديد ضربات موجعة في هذا الاتجاه ، يختصر الطريق إلى النصر ، ويؤدي إلى حسم الأمور لصالح أهل الإيمان . . ولذلك يفرح الأعداء إذا شحت الأمطار في بلاد أهل الإيمان ، وأصيبت بالجفاف ، لأن المياه تعد من أهم مصادر الأمن الاقتصادي . . فإذا أمكن حرمان العدو من مصادر المياه ، فذلك يضطره إلى التخلي عن الحرب ، خصوصاً إذا كان ذلك يضر بالزراعة والماشية ، وسائر أنواع الري ، وقد يصل الأمر إلى محدودية مياه الشرب والصرف الصحي ، وغير ذلك . . فلذلك دعا « عليه السلام » بأن تحبس عنهم السماء قطرها ، في إشارة منه « عليه السلام » إلى أهمية وحساسية هذا الأمر ، وأثره في مصير الحرب . ويلاحظ : أن الدعاء اختص بسماء الأعداء ، فقال : « لسمائهم » دون