يبس أصلاب الرجال أيضاً ، مع أنه قد يتوهم كفاية الأول عن الثاني . . ربما يكون سبب رفع مستوى الطلب إلى حد عقم الأرحام ، ويبس الأصلاب هو : أن يشعر الرجال والنساء بالخطر على أصل بقائهم ، وأن يقوم لديهم احتمال استجابة هذا الدعاء . ، الأمر الذي سيؤدي إلى فقدانهم أي وسيلة للإمتداد في الحياة ، فلا يكون لهم نسل يأنسون به ، أو يعتمدون عليه ، فهم إن بقوا بقوا بلا معين ، ولا حبيب ، ولا امتداد ، وإن قتلوا انقطع ذكرهم ، وحرموا حتى من البقية الباقية من حياتهم أيضاً . وذلك يشعرهم بالهزيمة نفسياً ، وبالحاجة إلى التراجع عن مواقع الخطر ، ويقلل من ميلهم إلى الحرب . . أي أن المطلوب هو : التأثير على الأعداء نفسياً ، حين يسمعون أو يعرفون بأن أهل الإيمان يطلبون ذلك . . وأما إذا حصل منهم شيء من هذا القبيل ، واقتنعوا بأن الله تعالى هو الذي حرمهم من الذرية ، فإن المصيبة عليهم ستكون أشد وأعظم ، لأن ذلك معناه صيرورتهم في دائرة الغضب الإلهي ، الذي أوجب حرمان الله لهم حتى من أضعف خيوط الأمل . وبذلك تضعف ثقتهم بحقانية ما هم عليه ، ويتضاءل ميلهم للحرب أيضاً إلى أدنى المستويات . . وقد يجد المرء لدى أعدائنا محاولات جادة لتلويث المياه والأطعمة ، وغيرها ، بما يوجب عقم النساء ، ويباس أصلاب الرجال . . وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ : ولا يزال أعداء أهل الإيمان يسعون إلى قطع نسل الدواب التي تعين