العدو بالعقم ، لأن هذه النعم ، التي يفترض أن تشكر ، قد أصبحت توظف في تدمير الإنسان والإنسانية . . فما المانع من أن يسعى المحارب إلى حرمانهم من هذه النعم ، إن لم يكن بالوسائل المعقولة ، فبالطلب إلى الله ليتدخل في هذا الأمر ؟ ! وذلك قد يكون في بعض وجوهه إحساناً للبشرية ، بل هو إحسان حتى للعدو أيضاً . . ونحن نشهد في إعلام أعدائنا حرصاً ظاهراً على انتهاج هذا الأسلوب ، من خلال تحريض المجتمعات الإسلامية على استعمال وسائل منع الحمل ، أو اللجوء إلى استئصال أرحام النساء ، أو نحو ذلك . ويدخل في ذلك تخويفهم من سوء الحالة الاقتصادية ، وقلة مواردهم الطبيعية ، أو تخويفهم من بعض الأمراض ، أو غير ذلك . . ربما لأنهم يعتقدون : أن منعنا من التكاثر عن طريق الولادة ، ولو بتحريضنا على استخدام أسباب العقم ، يكون أقل كلفة عليهم وأقل إيلاماً لنا . . وَيَبِّسْ أَصْلابَ رِجَالِهِمْ : وهنا أمران طلب الإمام « عليه السلام » من الله تبارك وتعالى أن يوقعهما في أعدائه ، لدفع شرهم عن البشر ، وهما : الأول : إنه « عليه السلام » لم يكتف بطلب مجرد دفع الولادات ، بل طلب أيضاً إصابة الأرحام بالعقم ، وفقدان القابلية ، وعدم إمكان إعادتها إلى حالتها الطبيعية . الثاني : إنه « عليه السلام » لم يكتف بطلب عقم أرحام النساء ، حتى طلب