هذا الفريق ، ولا يكون حراماً على أولئك الذين يستعملونه لأهداف دنيوية وتسلطية ؟ ! . وحين يمتلك عدوك هذا السلاح ، أو ذاك ، ويستعمله ضدك ، أو يهددك باستعماله ، فَلِم لا يجوز لك أنت أن تمتلك ، ولو من دون أن تستعمل ما هو أقل منه خطورة ، ولو لمجرد الردع عما هو أشر وأعظم . . من أجل ذلك نجد : أن هناك من يقول : إن أضعف الإيمان في هذه الأحوال هو القبول بجواز الاستفادة من هذه الأسلحة للمظلومين والمعتدى عليهم على قاعدة المقابلة بالمثل . . ولأجل ذلك قد يرى هذا البعض : أن هذا الدعاء قد جاء ليشير إلى بعض الوسائل التي يستخدمها أولئك الجبارون المجرمون . . ليلمح إلى أن الأعداء حين يفرضون عليك معركتهم ، ويفرضون عليك أساليبها ، حين لا تستطيع أن تردعهم عنها إلا إذا احترقوا هم بنارها . . فإذا قابلتهم بالمثل ، لا من أجل التشفي والانتقام . بل من أجل ردعهم عن طغيانهم ، وإخضاعهم لأحكام الضمير الإنساني . . فإنك لا تكون ظالماً ، ولا بعد ذلك تجاوزاً للقوانين . إلا إذا أريد الكيل بمكيالين . . ولعل لمن يفكر بهذه الطريقة أن يقول : إن الشاهد الصريح على ما يقول هو : أن الإمام « عليه السلام » قد صرح في نفس دعائه هذا : بأن الهدف من الطلب من الله أن يعقم أرحام نساءهم ، وأن يجعل الوباء في مياههم ، والأدواء في طعامهم ، ونحو ذلك : هو دفع غائلتهم عن النفس وعن الدين ، وإخضاعهم لإرادة الله ، لا لإرادة عبيده ، لكي يقروا له بالوحدانية ،