الأقوياء . . ومهما يكن من أمر ، فإنهم قد وضعوا قوانين دولية تُحَرِّم استعمال بعض أنواع الأسلحة ، ومنها : أسلحة الدمار الشامل ، كالقنابل الذرية ، والأسلحة الجرثومية ، والكيماوية ، والعنقودية ، وما إلى ذلك . . ولكن نفس تلك الدول التي تدعو إلى عدم استعمال هذه الأسلحة في الحروب هي التي تتولى صناعتها وإنتاجها ، وتحتفظ بمخزونات هائلة منها وتوزعها في السر وفي العلن . . وتبيع منها كميات هائلة بصورة أو بأخرى إلى الفئات المتحاربة ، أو إلى هذه الدولة أو تلك ، لأسباب مختلفة . . وقد استعملت بعض الدول الكبرى هذه الأسلحة في هيروشيما وناكازاكي . . واستعملت بعض أنواعها في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية ، وضد الأكراد . . كما أن الحروب الباردة بين الدول في الشرق والغرب تقوم على أساس الإستكثار من هذه الأسلحة بالذات ، وتطويرها ، ورفع مستوى القدرة على الاستفادة منها . . رغم أن صراع هذه الدول إنما هو على مكاسب مادية وأهداف تسلطية ، لا أكثر من ذلك . . فلماذا يجعلون الحاكم في هذا الصراع الدنيوي المصلحي هو هذه الأسلحة الفتاكة بالذات . . فيتعرض شعب للإبادة والقضاء عليه ، وعلى كل مفاهيمه وقيمه ، ودينه وفكره بأبشع الصور كما نشهده الآن في كثير من بقاع العالم دونما رادع من ضمير أو وازع من وجدان . ولماذا يُحَرِّم امتلاك السلاح الرادع عن ارتكاب جرائم الإبادة على