في المواجهة ، وكانوا يملكون القوة ، والخبرة ، والخطة ، والسلاح وغير ذلك ! ! ويتضاعف شعورهم بهذا الخطر بسبب فقدهم لأية ضمانة وحماية من الخطر الذي يتوقعونه ، وهم لا يملكون شيئاً من الخبرة ، أو الإمكانات ، أو الإعداد والاستعداد ، أو الخطط ، أو المعلومات عما آلت إليه الأمور ، فلا يرون لأنفسهم خلاصاً إلا بالنفور والفرار من مواقعهم ، إلى مواضع أكثر أمناً ، وهم لا يعرفونها بالتحديد ، لأن الأمن أصبح خاضعاً لإرادة عدوهم ، ولتحولات لم يعرفوا عنها شيئاً ، فيتفرقون مع اضطراب وتشويش ، ومن دون أن يكون لهم هدف محدد . . وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ : ثم إن انفراط جمع العدو على النحو الذي ذكرناه آنفاً ، وإن كان إنجازاً كبيراً وهاماً جداً ، ولكنه يبقى غير حاسم . فقد يكون ثمة من يعيد لملمة القوات المنتشرة ، وربما يضم إليها طائفة ممن شهدوا عن كثب ما جرى لهم ، ويفهمهم أن الجيش قد يتعرض لنكسة ، ولكن ذلك قد لا يفقده القدرة على إعادة تنظيم صفوفه ، ثم الدخول في التجربة من جديد ، على أساس استخلاص الدروس والعبر . . فالمطلوب هو : أن توجب الضربة التي تنزل بالعدو تشريده ، بحيث يكون هذا التشريد قد حصل لهم بسبب شعورهم بالألم الحاد لما يرونه من حالهم . . مما يعني : أنه لا بد أن تظهر آثار تلك الضربة في مقاتلي العدو جراحاً ، وذلاً ، وإندهاشاً ، ورعباً . . ينعكس على من خلفهم فراراً ذليلاً ، واندهاشاً ومعاناة ورعباً . وذلك من موجبات انقطاع آمالهم بأي نصر ، وانصرافهم