على النطق . وهذا الرباط المهيمن على اللسان لا بد أن يتكوَّن وفق خطة مرسومة ، إن في مجال الإعلام ، وإن في مجال العمل الميداني العسكري ، أو في غير ذلك من مجالات . وهذا يحتاج أيضاً إلى رصد لكل ما يقوم به العدو ، وإلى هيمنة تامة على حركته ، وجعله عاجزاً عن الحركة في جميع الاتجاهات ، حتى حين يريد أن يتحدث عن قوته ، أو حين يريد أن يعبئ جنوده روحياً ، ويرفع من معنوياتهم . وغير ذلك . . وسبب هذا هو : أنه يرى جهده هذا سينقلب عليه خيبة وفشلاً وخسراناً . وَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ : لقد طلب « عليه السلام » أن توجه ضربات قوية ومدوية إلى الحد الذي يخيف القوات التي لم تشارك بعد بالقتال ، ويدفع العدو إلى ارتجال مواقف غير مدروسة ، وتأكيد الشعور لديه بعدم جدوى العمل بالخطط المقررة ، وإن ذلك من شأنه أن يربك حركته ، ويفقده القدرة على الإمساك بزمام الأمور . بل لا بد من إنزال ضربات هائلة بمقاتلي العدو ، تكون بحيث إذا رآها من خَلفهم من القوات المهيأة للقتال ، دعاهم ذلك إلى نفور عاجل ، يصاحبه اضطراب وتشويش ، ومن دون تحديد هدف . . وهذا هو معنى التشريد بهم ، أي أن تشعرهم تلك الضربة بالخطر الجسيم يتهددهم ، من خلال تصورهم لحجم الأضرار التي حلت بأولئك ، الذين كانوا