عن التفكير بأية حركة . . وَاقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ : والخزي : الهوان . وأصله ذل يستحيا منه . وغني عن البيان : أن الذي يرى هزيمة غيره ، قد يتوّهم أنه لو كان مكانهم لم يجر له ما يجري لهم ، لأنه يرى نفسه أصح تدبيراً ، وأمضى عزماً منهم ، وأن ما جرى لهم لعله كانت نتيجة خلل في خطتهم ، أو فشل في عزيمتهم . كما أن كل واحد من المنهزمين قد يلقي تبعة ما جرى له على غيره . وذلك يخفف من وقع ذل الهزيمة عليه ، ويفتح له باباً للتفكير بأن يجرب حظه في مقارعة أهل الإيمان من جديد . ولكن هذا التفكير قد يتضاءل تأثيره حين يرى أن حجم ما جرى على المنهزمين من ذل وهوان ، وخزي ، لا يمكن تحمله لأحد من البشر ، ولا يستطيع هو أن يرضاه لنفسه مهما كان الثمن . وإذا تمثل نفسه بهذه الحال ، لو حل الفشل فيه ، فسيضطر إلى البحث عن ضحية يحملها تبعة الهزيمة ، وسيجد أن ذلك لن ينفعه في تخفيف وقعها عليه ، لأن النتيجة هي ذل يستحيا منه ، ولن يكون في هذه الحال قادراً على مواجهة الناس ليقدم لهم عذره . . ولو تشجع وظهر لهم ، فسوف يسقط نفس ظهوره هذا ما يعتذر به عن صلاحية التأثير ، حين يكون سبباً في ازدرائه ، وازدراء كل ما يصدر منه وعنه . وهذه عقبة أخرى تعترض تفكيره بأي شيء يحمل معه احتمالات فشل