وَاقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ : والمطلوب أيضاً : تعطيل قدرة العدو على الحركة ، وجعله في موقع العجز عن تحقيق أي إنجاز ، فلا يكفي أن لا تمتد أيديهم إلى قتال ، بل المطلوب هو : أن تنقبض تلك الأيدي ، وتتراجع إلى حد القيام بعمل مضاد لما يطلب منها في ذلك . لأن تلك العناصر قد فقدت الداعي والمحرك للقتال ، الذي يكون هو الداعي لبسط اليد ، كما أشير إليه في قوله تعالى : * ( لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ) * [1] . ويلاحظ : أن المطلوب هو : أن تقبض أيديهم عن البسط ، لا أنها تقبض عن أهل الإيمان . أي أنهم لا يريدون لأيديهم أن تبسط لأي شيء . مما يعني أن حركتهم قد تعطلت بالكلية . . وأن الرعب قد أفقدهم القدرة على أية مبادرة مهما كانت ، ووضعهم في حالة انكماش وانطواء طبيعي . . وَاخْزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ : والمطلوب أيضاً : محاصرة العدو ، وإجباره على السكوت ، فلا يستطيع أن يتكلم بشيء ، لأن أي كلام يصدر عنه سيكون في مصلحة أهل الإيمان ، وسوف يعود بالضرر عليه . . يقال : خزم اللؤلؤ ، شكه ونظمه . والبعير جعل في جانب منخره الخزامة . وخزم أنف فلان ، أذله وتَسَخَّره . فإذا خزم اللسان ، فإنه لا يعود قادراً