وَامْلَأْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ : وقد روي عن النبي « صلى الله عليه وآله » أنه قال : « نصرت بالرعب » [1] . مما يعني : أنه لا بد من توجيه ضربات صاعقة ، قادرة على نشر الرعب في قلوب الأعداء ، فإن ذلك يهيؤه نفسياً للهزيمة ، ويشل قدرته على القيام بدوره . . ويلاحظ هنا : أن المطلوب هو الامتلاء بالرعب ، لا مجرد دخول الرعب إلى القلوب . . كما أن المطلوب هو امتلاء الأفئدة ، لا القلوب . ولعل الفرق بينهما أن الفؤاد هو القلب لتوقده أو لتحركه ، لأن أصل الفأد الحركة والتحريك ، وقيل : الفؤاد هو العقل . . فاستعمال هذه الكلمة دون كلمة القلب ، لإفادة خصوصية تحرك الرعب في قلوبهم باستمرار ، أو توقده ، وحرارته ، أو أن تصبح العقول غير قادرة على الإدراك والتدبر ، فيكون حالها كحال الممتلئ رعباً . وربما يقصد بالفؤاد : القلب وسواه مما في داخل الإنسان . وفي جميع الأحوال ، نقول : لا بد من انتهاج سياسة تؤدي إلى أن تمتلئ أفئدة الأعداء رعباً ، ويسيطر على كل وجودهم ، بحيث يذهلهم عن كل تفكير وتدبير ، فإن ذلك من بشائر النصر ، بل هو من مكوناته الأساسية .