على قتله ، وهو أيضاً يحدث نفسه بأن علياً « عليه السلام » سوف يقتله . فهو إذاً يكون بانتظار ما يرد عليه ، ولا يكون فاعلاً ولا مبادراً . وقطع المدد بالرجال قد يحتاج إلى إشغال القطعات التي يتوقع إمدادها له بحروب جانبية ، والسعي إلى تشتيت جهده القتالي . . أو زرع الخوف في طرق الوصول ، ولو بعمليات خاطفة ، أو نصب كمائن ذكية ، أو زرع ألغام ، أو غير ذلك مما يؤثر في زيادة الإحساس بخطر التردد في المسالك . . وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ : وتتحدث هذه الفقرة أيضاً عن المقاتلين في جيش العدو بما هم أفراد ، لا عنهم بما هم جماعة . فإن من المفيد جداً : أن يضاف إلى ما تقدم ، العمل على استنزاف طاقات العدو البشرية ، وسلب قدرته على القتال المجدي ، ولو عن طريق السعي لتوجيه ضربات ، من شأنها أن تنقص من عديد أفراده ، وإخراجهم من ساحة الحرب ، إما بقتلهم أو بجرحهم ، أو بإيجاد أجواء ومناخات تساعد على حملهم على التراجع ، والإنكفاء ، واتخاذ خطوات ناقصة ، ثم تقوية الدواعي لتركهم ساحة القتال . فإن ذلك سيؤثر على معنويات الباقين ، ويضعف إندفاعهم للحرب ، ويزيد من ميلهم إلى خلق الذرائع ، اللحاق بمن خرج منها . . حتى لا يُلْحِقَهم عدوهم بمن قتل أو جرح من إخوانهم . . وذلك يعني : أن ظهور النقص في عديد العدو مطلوب ولازم ، لإيجاد المناخ النفسي الذي يضعفهم ، ويقلل من خطرهم ، ويقوي من عزائم أهل الحق في مواجهتهم ، ويطمعهم بالنصر عليهم . .