لدى قادتهم ، ويعطيهم الشعور بالهيبة لعدوهم ، وقيام الاحتمالات لديهم بأن عدوهم يملك قدرات مؤثرة في حسم الحرب لصالحه . وبذلك تصبح مقاومتهم غير ذات جدوى ، بل هي مجرد هدر للطاقات ، وتعرض للخطر بلا موجب . . وربما يكون نفس شعور الأفراد باختلال خطوط الإمداد ، كافياً لإثارة شكوكهم في سلامة التدبير العسكري في سائر المجالات . . ومع اختلال الوضع في هذه الجهة ، فإن كل فرد منهم سوف يعتبر أن أي خسارة يتعرض لها فريقه ، ربما لا تتهيأ الفرصة لتعويضها ، وستزيد بذلك قوة عدوهم وقدرته على إلحاق المزيد من الأذى بهم ، أي أن إحساسه بالخطر سوف يتنامى ويكبر في كل لحظة . وسيزداد اهتمامه برصد الخسائر التي تلحق بفريقه ، وسيكون لها تأثيرها القوي في نفسه ، لأنها تنقص من احتمالات السلامة لديه ، وربما ينتهي الأمر إلى أن يصبح القليل أعظم أثراً في نفسه ، وأضخم وأكبر من حجمه الطبيعي . ويزيد شعوره بأنه محاصر بالخطر ، وأنه يقترب منه ، ويزحف نحوه شيئاً فشيئاً . وقد يفكر أيضاً في أن عدوه أصبح أكثر ميلاً للحرب ، لشعوره بأن قوته قد تضاعفت ، فيكون على حد قول أمير المؤمنين « عليه السلام » : « ما لقيت رجلاً إلا أعانني على نفسه » [1] ، وذلك لأنه « عليه السلام » مصمم
[1] نهج البلاغة ( بشرح عبده ) ج 4 ص 75 والبحار ج 34 ص 347 وشرح النهج للمعتزلي ج 19 ص 226 .