عدوه ، حتى لو ملك أسباب القوة ، لأن الحرب تحتاج إلى الثقة ، والتفاؤل ، والحزم ، والتعاون ، والثبات والإقدام . فلا بد في الإعلام الحربي من استهداف مناشئ الاعتماد والطمأنينة لدى الأعداء . . وخصوصاً المقاتلين منهم في ساحات القتال . . وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ : ثم إن قطع طرق الإمداد في منطقة العمليات ، وفي منطقة المواصلات ، وشل قدرته على تأمين حاجات القتال ، واختلال طرق التموين ، ووضع مناشئه في دائرة الخطر ، من شأنه أن يربك مقاتلي العدو ، ويخل بتصميمه وقاطعيته في قراراته ، ويحس بخطر الجوع ، وفقدان سائر حاجات القتال . ويقلل من قدرته على المواجهة ، ويضعفه عن اتخاذ قرار الإقدام والثبات عليه ، ويزين له التخلي عن ذلك كله ، وتقدير أنه معذور في ذلك . فإن الإنسان يرضى بأن يستشهد ، لكنه لا يرضى بأن يموت جوعاً . والقتل يبقى في دائرة الاحتمال ، قد يغيب هاجسه وقد يحضر . . لكن عقارب الجوع ، وأشباحه المرعبة تبقى هي الأشد حضوراً ، والأقوى تعبيراً عن نفسها بصورة دائمة ومتتالية . . من أجل ذلك نقول : إن أدنى تهديد للإمدادات بالأزودة سيكون أقوى وأبعد أثراً من أي خطر آخر ، وهو السلاح الأمضى والأشد فتكاً في صمود العدو وفي ثباته على مواقفه ، واستمرار تصميمه على القتال . فلا بد من أن يدخل ذلك كله في الخطط الحربية ، وفي الإعلام الحربي