وقد يكون ذلك بالتفريق بين العدو وبين أسلحته المادية ، وتعطيل جهوزيته ، وإسقاط قدرته على استعمال السلاح ، أو الاستفادة من سائر خدمات الدعم القتالي . . وقد يكون ذلك بتسديد ضربات إستباقية مفاجئة له . أو ضرب خطوط إمداده الحربي . . أو التأثير على استعانة قواته ببعضها البعض ، ولو بالتشويش على أجهزة اتصالاته . . وربما يتمكن المؤمنون من تحديد مخازن أسلحته ، فيعملون على تدميرها ، أو الحيلولة بينه وبين الاستفادة منها ، ولو عبر الكمائن ، التي يفقد معها الثقة بالحصول عليها في الوقت المناسب . . وربما يكون هذا التفريق بجهد إعلامي ، أو بتحركات معينة تثير الشكوك بين قادة قطعاته ، وما إلى ذلك . . وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ : والمرحلة الأوضح والأصرح هي : الإخلال بالتوازن النفسي للعدو ، وسلب إرادة القتال ، أو ما يعبر عنه بهزيمة الوعي لديه ، حيث يفقد العدو فيها مناشئ الثقة والطمأنينة بما تنتهي إليه الأمور ، فإن ذلك يجعله كالريشة في مهب الريح ، قال تعالى : * ( وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) * [1] ، وهي هزيمته في روحياته ، ومعنوياته ، فإن الإنسان الذي لا يجد ما يربط على قلبه ، ويبقى يعيش القلق في نفسه ، ويعاني من الوحدة والوحشة ، والتردد ، لا ينتصر في الغالب على