هو أن يعمل بواجبه الذي يرى أنه ينيله ما عاينه ، إن عاجلاً فيما لو كانت الغلبة لقرنه عليه ، أو آجلاً لو كان هو المنتصر على قرنه . وقد لخص ذلك بعض العارفين بهذا الشأن على النحو التالي : إن القدرة القتالية التي يتم إعدادها تتعرض أثناء الحرب للتآكل والتفتت ، وتحتاج إلى ترميم دائم . . فكانت الوقفات التعبوية هي الحل والعلاج . . ولكن الإسلام أراد أن يكون التجديد ذاتياً ، تنتجه نفس المعركة ، من خلال الحيوية التي ينتجها الوعي والإيمان ، والتوهج المشاعري والروحي ، حيث إن كل مقاتل يرى الهدف وينطلق نحوه بصبر وثبات ، وثقة ، وصلابة ، وتصميم . . ومن الواضح : أن إرادة الفرد ، واندفاعه وإيمانه هو الركيزة الأهم التي تؤسس للنصر بنظر الإسلام . والاعتبارات الأخرى وإن كان لها تأثيرها ، ولكن لا يصل في حجمه وقوته إلى حجم وقوة هذا العامل . . إذ إن العدة ، والعدد ، والتجهيزات ، والتحصينات ، والخطط ، وغير ذلك ، لا أثر له في النصر إن كان الفرد الذي سوف يستفيد من ذلك كله لا يملك الإرادة والقوة والصبر ، والحزم والعزم ، والثبات والإقدام ، وما إلى ذلك . . وقد أوضحت فقرات هذا الدعاء هذا الأمر بما لا مزيد عليه . . وقد ركزت أيضاً على إيضاح حقيقة : أن أفضل الخطط ، والتحضير الشامل والدقيق للحرب ، يبقى غير قادر على إعطاء الطمأنينة للقادة بحسم