وَالأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ : ولا يقتصر الأمر على الأشربة ، وأنواعها . . بل هو كذلك أيضاً بالنسبة للمأكولات . وقد اختار « عليه السلام » الحديث أولاً عن الأشجار ، دون النباتات ، فإن الأشجار قادرة على حمل الكثير والكبير ، وهي ترمز إلى الثبات والبقاء ، والاستمرار بخلاف النباتات ، فإنها توحي بالتلاشي والضعف ، فتحتاج إلى التجدد المتواصل الذي قد تضعف الأسباب عنه ، أو قد لا تتوفر له في بعض الأحيان . . فالأشجار تعرض أمام أبصار المجاهدين ، ويتلمحونها متدلية أمامهم بصنوف الثمر ، التي توحي بتنوع الطعوم ، تبعاً لتنوع الثمار . . أما التعبير بكلمة صنوف ، بدل كلمة أنواع . . فلعله ليفيد أن الجميع من نوع واحد ، وهو ما تثمره تلك الشجرة ، وإن كانت ثمرتها صنوفاً متعددة ، أي أنه اعتبر الشجرة نوعاً واحداً ، واختلاف الثمار إنما هو باختلاف أصنافها ، فالشجرة الواحدة تحمل صنوفاً مختلفة من الثمر ، تماماً كما تحمل الشجرة الواحدة بعد تلقيحها لوزاً وكمثرى ، أو أصنافاً مختلفة من التين ، أو غيره . . حَتَّى لا يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالإِدْبَارِ : وكل هذا الذي يلمحونه ، أو يلوَّح لهم به ، أو يرونه نصب أعينهم . . لا بد أن يثمر ثباتاً واستبسالاً في مواجهة العدو . فإن الإدبار عنه معناه تفريط بالخلود الذي تطمح تلك النفوس إليه ، ولا سيما إذا كان مع هذا الخلود كل