لا بد أن يكون شاملاً ، ومتوازناً . . ويجب أن يكون المرابطون ذوي مواصفات روحية عالية ، لأنهم نخبة غير عادية . والإغراء بالمال هو مفتاح شراء الضمائر ، وبه تتحقق فتنة الإنسان عن دينه ، وعن الحق ، ولأن خطراته على القلوب ، كما أن تنامي ذلك إلى حد صيرورته هاجساً يراود القلب من وقت لآخر ، يهيئ الإنسان للإفتتان به ، ولا سيما مع توفر الفرصة للخطرات ، التي تصادف خلوة وفراغاً في المرابطة التي يطول أمدها ، فيعاود الخاطر القلب مرة بعد أخرى ، حتى تتحقق الفتنة بالمال ، ثم يكون التحول إلى مسارات بعيدة عن المسار الصحيح ، الذي يفترض أن يكون المجاهد المرابط عليه وفيه . ويلاحظ : وصف المال بكلمة « الفتون » ، التي هي صيغة مبالغة أيضاً ، في إشارة إلى استمرار فتنته وتواصلها كلما التفت إليه الإنسان ، أو مر في خاطره . وكما أن المال يفتن الإنسان عن الحق ، فإنه يفتنه عن الآخرة ، ويزيد تعلقه في الدنيا ، وحب البقاء فيها ، لأنه يريد أن يكون حارساً للمال . ولكن ليس من ديدن الإسلام الرفض والاعتراض ، وتسجيل التحفظات والتخطئة . . وحسب . . بل هو يخطئ ويصوب في آن واحد ، وهو يردع عن هذا هنا . . ثم يقدم البديل الأمثل والأفضل هناك . فلا يترك الإنسان في فراغ . . وهذا ما تلاحظه هنا أيضاً ، فإن الفقرات التالية قد صرحت بالبديل ، فهي تقول :