فلا بد لهذا الإعلام من أن يضع الخطط لكي يقنع المقاتل بهذه الحقائق ، وأن يعمل على أن ينسي الغازي والمرابط هذه الدنيا ، ويبعدها عن آفاقه ، ويبعده عن التفكير بزخارفها . . وَامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ : ويلاحظ : أن المال وإن كان من جملة حطام الدنيا ، ووسائل خدعها ، وغرورها ، إلا أن الإمام « عليه السلام » قد نص عليه بخصوصه . وذكر أن المطلوب هو محو خطراته من القلوب . ووصفه بأنه فَتُون ( أي كثير الفتنة للناس ) ، وقد ورد في القرآن الكريم : * ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) * [1] . وقد دلت هذه الفقرة من الدعاء ، على أن مجرد الهاجس والأمل المخادع بالحصول على المال ، بل خطور ذلك للإنسان بصورة متعاقبة يكفي لحصول الافتتان المؤدي للانحراف عن المسار الصحيح . . وهذا يعني : حاجة الإنسان دائماً ومهما بلغ من علو المقام والدرجة إلى الاستمرار في مراقبة نفسه ، وإلى استمرار إتحافه بالألطاف الإلهية . . ومحو الخطرات عن القلوب يحتاج إلى جهد تربوي كبير ، وإلى وسائل فاعلة ومؤثرة في ذلك . . ومعنى ذلك : أن العمل الإعدادي لحماة الثغور صعب وشاق ، ويجب أن لا يقتصر على العلوم الحربية ، والتدريب العسكري ، وما إلى ذلك . . بل