responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سياسة الحرب في دعاء أهل الثغور نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 46


وذلك يحتاج إلى إعلام قوي وحاسم في هاتين الناحيتين ، قادر على كشف هذين الأمرين ، وإقناع المقاتل بهما .
وربما يكون الخداع باتخاذ أوضاع تظهر خلاف الواقع ، فقد يظهر القوة من ليس بقوي ، أو يظهر الضعف من ليس بضعيف ، وقد يظهر الغنى ، وهو فقير ، أو الفقر ، وهو غني ، أو يظهر الغفلة ، وهو متيقظ ، أو العكس ، وقد يظهر المرض ، وهو صحيح ، والعكس . . وهكذا .
وكل ذلك من أجل أن يوقع الطرف الآخر في الشرك ، ويلحق به الخسارة ، ويورد عليه ضربته .
وما أكثر هذه الظواهر الخداعة في الدنيا ، الموجبة للوقوع في العناء والبلاء . . فإن الدنيا « غَرُور » بصيغة المبالغة . أي أنها كثيراً ما تظهر للإنسان أحوالاً يظن معها أنه سيحصل على مغانم كبيرة ، ثم يكتشف أن ما ظنه لا واقع له ، بل هو : * ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) * [1] .
فما يتمناه الإنسان من الخلود والبقاء ، ومن الغنى ، ومن الوصول إلى كل ما يشتهيه ، ويحقق به السعادة والسكينة والرضا لنفسه لا يحصل عليه في أي حال . .
ولأجل ذلك ترى أنه كل ما وصل إلى شيء وجد في نفسه الحاجة إلى غيره . . ولا تحصل له السكينة ، ولا يجد الغنى ولا الرضا به . .



[1] الآية 39 من سورة النور .

46

نام کتاب : سياسة الحرب في دعاء أهل الثغور نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست