وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مُؤَنِهِمْ : وقد طلب « عليه السلام » أن تكون المؤن - وهي الثقل المتضمن لما يحتاجون إليه في ظعنهم وإقامتهم - كافية للجيش . فلا نقص في أي من مفرداتها ، فلا يكون هذا النوع متوافراً ، وذاك النوع غير متوفر ، أو أنه ليس بدرجة الكفاية لهم . فإن هذا يوقعهم بالإرباك ، ويجعلهم يبحثون عن بدائل تسد النقص ، وتدفع العوز . وقد طلب « عليه السلام » من الله أن يتوَّحد في ذلك ، أي أن يتولى كفاية مؤنهم وحده ، من حيث توفير مناشئها ، وتكثير الثروات والمؤسسات المنتجة لها ، ليكون الغازي والمرابط أكثر اطمئناناً لحصولها . بخلاف ما لو كان يراد الحصول على كفاية المؤن من خلال عقيدة الشرك ، فإن الشرك لا بد أن يوقع المقاتل في التناقض مع ذاته ، ومع فطرته ، وعقله ، ويجعله أكثر قلقاً على مصيره ، وعلى ما تقوم به حياته . . من حيث إنه يرى عجز الشركاء عن فعل أي شيء ، بالاستناد إلى قدراتهم الذاتية . . ثم إنه « عليه السلام » طلب أن يتوفر لهم بعد دخولهم في المعركة أمور ، تفرض الوقائع توفرها ، فلاحظ ما يلي : وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ : أي قوِّ عضدهم - والعضد : هو العظم الذي يصل المرفق بالكتف - بالنصر ، فيكون النصر الذي يهيؤه لهم سبباً في قوة عضدهم ، الذي هو السبب القريب في قوة الضربة ، والعنصر الهام في تأثيرها . . والتقوية بالنصر هي أفضل مفردات المعونة ، حيث إن النصر يعين من