وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ : ولا بد من اطمينان المقاتل لوجود ما يحتاج إليه مما تقوم به حياته ، ولا سيما الطعام . . وأن يرى أنه يصل إليه بصورة متتابعة وبلا انقطاع ، سواء من جهة فقدان عوائق الوصول . أو من جهة توفره بكثرة ، وعدم وجود نقص في مصادره . وبدون ذلك ، سوف يتنازعه عاملان ، كل منهما يستهدفه بشخصه كفرد : أحدهما : شعوره بأن العدو متربص به . والآخر : الخوف من فقدان ما يحتاج إليه لإقامة صلبه ، وبقاء حياته . . وتتوزع اهتماماته في هذا الحال . . ولا تتمحض إرادته ، وهمَّته في دحر عدوه ، بل سوف تستأثر لقمة العيش بجانب من تفكيره واهتماماته ، فإذا وجد أن الميرة متواصلة - وهي الطعام الذي يدخره الإنسان - فإنه يطمئن إلى وجود المدخرات ، وعدم وجود ما يعيق وصولها . . فظهر أن تواصل وصول ما يحتاج إليه فعلاً من الميرة مهم جداً في انصراف همته إلى الجهاد ، وتمحضها في دحض العدو . وفي نسخة الكفعمي : وأثر بالثاء أي من قولهم : استوثرت من الشيء ، إذا استكثرت منه [1] .