جهتين ، فهو من جهة يعطي للمنتصر المزيد من الشجاعة والإقدام ، ويثير حماسته لمقارعة الأعداء . . ومن جهة أخرى تكون هزيمة العدو في الميدان ضربة لتماسك العدو الروحي ، وسبباً في فشله ، وبوار جهده ، واضطراب تدبيره . وَأَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ : وللصبر دوره الكبير في توطين النفس على تحمل الأذى الجسدي ، وبذل الجهد في مواضع تزيد فيها المشقات ، وتكثر المتاعب ، ففي الحرب حركة ، وجهد ، وسهر ، وعطش ، ومخاطر ، وغير ذلك . . كما أن فيها جراحاً ، واستشهاد أحبة ، وابتلاءات كثيرة ومتنوعة . . وكلها تحتاج إلى الصبر . . فيحتاج المقاتل إلى الصبر ليعينه على تحمل ذلك . . وهذا يحتّم وضع الخطط المؤثرة في رفع مستوى درجة التحمل عنده . وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ : وفي الحرب مناورة ، وتخطيط ، ومكر ، وابتداع الخدع للعدو ، وذلك يحتاج إلى فكر ، ودقة نظر ، واستنباط خطط ، واختراع وسائل وأساليب خفية ، للإيقاع بالعدو من حيث لا يشعر ، وقد روي عن النبي « صلى الله عليه وآله » أنه قال : الحرب خدعة [1] .
[1] المغني لابن قدامة ج 10 ص 396 وكشف القناع ج 3 ص 79 وسبل السلام ج 4 ص 48 ونيل الأوطار ج 8 ص 56 ، فقه السنة ج 2 ص 654 وتهذيب الأحكام ج 6 ص 162 والوسائل ( ط دار الإسلامية ) ج 11 ص 102 ومستدرك الوسائل ج 11 ص 103 وشرح الأخبار ج 1 ص 297 وكنز الفوائد ص 266 وأمالي الطوسي ص 261 والخرائج والجرائح ج 1 ص 181 ومسند أحمد ج 1 ص 126 و 131 وج 2 ص 312 وج 3 ص 224 و 308 وعن صحيح البخاري ج 4 ص 24 وعن صحيح مسلم ج 5 ص 143 وسنن ابن ماجة ج 2 ص 945 وسنن أبي داود ج 1 ص 593 وسنن الترمذي ج 3 ص 112 والسنن الكبرى للبيهقي ج 7 ص 40 وج 9 ص 150 ومجمع الزوائد ج 5 ص 320 وصحيفة همام بن منبه ص 26 والمصنف للصنعاني ج 5 ص 398 ومسند الحميدي ج 2 ص 519 والمصنف لابن أبي شيبة ج 7 ص 729 و 730 والسنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 193 ومسند أبي يعلى ج 3 ص 359 و 464 وج 4 ص 91 و 384 وج 8 ص 44 وج 12 ص 130 والمنتقى من السنن المسندة لابن الجارود النيسابوري ، وصحيح ابن حبان ج 11 ص 79 والمعجم الصغير ج 1 ص 17 والمعجم الأوسط ج 2 ص 356 وج 4 ص 252 والمعجم الكبير ج 3 ص 82 وج 5 ص 136 وج 11 ص 293 وج 18 ص 53 وج 19 ص 42 ومسند الشاميين ج 1 ص 176 وج 2 ص 20 و 108 ومسند الشهاب ج 1 ص 40 و 41 و 42 وشرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 279 وج 15 ص 32 ودلائل النبوة للبيهقي ج 3 ص 447 وفتح الباري ج 7 ص 309 وإمتاع الأسماع ج 1 ص 243 .