قوامها قصد القربة . ولا يكون كذلك إلا إذا وجد الداعي ، وهو التقرب إلى الله تعالى . . أما إن كان الداعي هو الدنيا ، فإن أي شيء يصيب الغازي والمرابط حتى الجراحة ، فضلاً عن الشهادة سوف يجعله يشعر بالغبن والخسارة . . والله يريد أن يثيبهم على جهادهم ، وأن يدخلهم الجنة بنيلهم مقام الشهادة ، وبدون القربة إلى الله تعالى يكون قتيلاً لا شهيداً ، ولا يستحق أية مثوبة على ما أصابه من تعب وعناء ، وما واجهه من مصاب وبلاء . . وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ : وفي هذه الفقرة دلالة ظاهرة على لزوم توفر السلاح ، فإن وجود السلاح الفعال عنصر هام في تأمين القدرة القتالية المطلوبة . كما أنها تضمنت إشارة إلى لزوم كون السلاح فعالاً ومؤثراً ، وجاهزاً وصالحاً للاستعمال في كل لحظة . . وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ : ثم أشار إلى لزوم الحراسات واستمرارها ، واليقظة الدائمة ، لكي لا يأخذهم عدوهم على حين غرة منهم . وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ : ولا بد أن تكون الدائرة التي يكون المقاتلون فيها ، ويحام حولها منيعة وحصينة ، بحيث لا يتمكن العدو من الوصول إليها ، فضلاً عن أن يتمكن من اختراقها ، فإن التحصينات الصحيحة ، والأعمال الهندسية اللازمة مما لا بد منه في تأمين القدرة القتالية المطلوب توفرها . .