من الناحية المعيشية ، حتى يكون همهم في قتال العدو هماً واحداً [1] كما روي عن علي أمير المؤمنين « عليه السلام » ، ولا ينازعهم التفكير بأي شيء من حاجات الدنيا ، ولكي لا يتمكن العدو من اختراقهم مستفيداً من معاناتهم المادية . . وهذا يعطي : أن الدولة تحتاج إلى قدرات ومصادر اقتصادية ، وثروات تكفيها للإنفاق على الجند ، وتأمين رواتبهم وحاجاتهم ، لأنه « عليه السلام » يطلب من الله أن يوفر لهم ذلك من موقع الوجدان والغنى . . وحصول ذلك بأسبابه الطبيعية ، يعني توفير المصادر المنتجة باستمرار أيضاً . . وبذلك تتحقق الواجدية والغنى . . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ : وتشير هذه الفقرة : إلى لزوم توفر الكثرة في عدد الجنود . . فإن تأمين العديد الكافي مما لا بد منه في الحصول على القدرة القتالية اللازمة . . وينبغي أن يكون توفر هذا العدد في الجبهات بصنع إلهي ، أي أن يكون حب الله ، والكون في موقع طاعته ورضاه ، هو الذي دفعهم للحضور في ساحات الجهاد والدفاع ، ولأجل ذلك نسب تكثير عدتهم إلى الله تعالى . . وهذه ميزة هامة يمتاز بها الإسلام ، الذي يريد أن يكون الجهاد عبادة
[1] راجع : نهج البلاغة ( بشرح عبده ) ج 3 ص 92 وتحف العقول ص 133 ومستدرك الوسائل ج 13 ص 164 والبحار ج 33 ص 604 وج 74 ص 248 ونهج السعادة ج 5 ص 77 وشرح النهج للمعتزلي ج 17 ص 51 وأعيان الشيعة ج 1 ص 547 .