عنهم بهذا الأسلوب . وذلك يؤكد على أن المقصود بالدعاء هو أولئك الأخيار الأبرار ، الذين يحاربون مع الإمام العادل ، أو أنهم يدافعون عن بيضة الإسلام والمسلمين ، لا عن بني أمية ، ولا عن غيرهم من الظالمين والضالين . . وبتعبير أوضح وأصرح : هناك فرضيتان صحيحتان بالنسبة لهذا الدعاء . إحديهما : أن يكون « عليه السلام » يريد أن يبين للمؤمنين كيفية الدعاء للمرابطين والمجاهدين ، في كل زمان توفرت فيه شرائط المرابطة ، وذلك حين يكون هناك حاكم عادل ، إما الإمام أو نائبه الفقيه العادل ، كما هو الحال في زماننا هذا . الثانية : أن يكون الدعاء لأولئك الذين يحاربون دفاعاً عن الدين وأهله ، حين يخشى على بيضة الإسلام ، وعلى أهل الدين . سواء أحصل ذلك في زمان الإمام « عليه السلام » ، أو حصل في زمن الغيبة ، ولو بعد مئات السنين . . ومن يراجع مضامين الدعاء نفسه يجد صدق ما نقول ، فلاحظ الفقرات التالية : قال « عليه السلام » : « اللَّهُمَّ وَأَيُّمَا غَازٍ غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ ، أَوْ مُجَاهِدٍ جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الْأَعْلَى وَحِزْبُكَ الْأَقْوَى . . الخ » . وقال « عليه السلام » في دعائه للغازي والمرابط : « وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ وَإِقَامَتَهُ ، فِيكَ وَلَكَ . فَإِذَا صَافَّ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ . . الخ . . » . ودعا أيضاً : أنه إذا قضى الله بالشهادة أن تكون « بَعْدَ أَنْ تَأْمَنَ أَطْرَافُ