فقال له يونس : فإنه قد رابط ، وجاءه العدو ، وكاد أن يدخل عليه في داره ، فما يصنع ؟ ! يقاتل ، أم لا ؟ فقال الرضا « عليه السلام » : إذا كان ذلك كذلك فلا يقاتل عن هؤلاء ، ولكن يقاتل عن بيضة الإسلام ، فإنه في ذهاب بيضة الإسلام دروس ذكر محمد « عليه السلام » إلخ . . [1] . وبعد ما تقدم نقول : إذا رجعنا إلى دعاء الإمام « عليه السلام » لأهل الثغور ، وعرضناه على مضامين هذه الروايات فسنرى أنه منسجم معها تمام الانسجام ، وأنه دعاء لأولئك الذين يقاتلون دفاعاً عن بيضة الإسلام والمسلمين ، أو على الأقل هو الدعاء المرسوم لمن يرابط ، ويكون رباطه وغزوه جامعاً للشرائط الشرعية ، حتى لو كان ذلك بعد مئات السنين . . والدليل على ذلك : أن مضامين الدعاء نفسه ظاهرة في أنه « عليه السلام » إنما يدعو لأناس هم غاية في التقوى والطهارة ، وفي منتهى الصلاح والفلاح ، ويرى أنهم مطيعون لله ولرسوله ، عاملون بالأحكام الشرعية . وهم موضع رضى الله ومحبته ، وأهل لكل لطف وكرامة منه تعالى ، فلو كانوا برباطهم أو بجهادهم هذا عصاةً ، ولم يراعوا أحكام الله وشرائعه لم يتحدث
[1] قرب الإسناد ص 345 و 346 والبحار ج 97 ص 62 و 63 ووسائل الشيعة ( ط مؤسسة آل البيت ) ج 15 ص 32 و ( ط دار الإسلامية ) ج 11 ص 22 ومسند الإمام الرضا « عليه السلام » ج 2 ص 411 .